أطلق الدكتور أبو سلمية، تحذيرًا عاجلًا من أن القطاع الصحي على وشك الانهيار الكامل، وذلك بعد نفاد الوقود بالكامل من جميع مستشفيات قطاع غزة، وعلى رأسها الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع.

وصرّح مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة الفلسطينية، قائلاً: "نحن على بعد ثلاث ساعات فقط من توقف كامل للمستشفيات عن العمل، ما لم يُسمح بشكل عاجل بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المرافق الصحية".

وأضاف: "نحن أمام كارثة طبية حقيقية تهدد حياة المئات من المرضى والجرحى. إذا توقف مستشفى الشفاء عن العمل، فلن يكون هناك بديل."

وأوضح أبو سلمية أن توقف العمل في المستشفى سيؤدي إلى وفاة عشرات الأطفال الخدج، ومرضى العناية المركزة، ومرضى الفشل الكلوي، مشيرًا إلى أن الأرقام مروعة:

-نحو 100 طفل خدّج في الحاضنات.

-13 مريضًا في العناية المكثفة.

-350 مريضًا يعتمدون على جلسات غسيل الكلى المنتظمة.

وأكد أن قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء قد توقف بالفعل عن العمل بسبب نفاد الوقود، مشددًا على أن الوضع في شمال غزة أكثر كارثية.

انهيار وشيك في جميع المرافق الطبية

وأشار أبو سلمية إلى أن غرف العمليات لن تعود قادرة على استقبال الجرحى أو إجراء العمليات الطارئة، في الوقت الذي تنتشر فيه الأمراض المعدية – وخصوصًا التهاب السحايا – في ظل انعدام النظافة والمياه.

وأضاف: "مختبرات التحاليل، محطات الأوكسجين، وبنك الدم… كلها ستتوقف قريبًا. المستشفيات ستتحول إلى مقابر جماعية في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود".

وأشار إلى أزمة المياه، قائلاً: "نقص المياه وصل إلى 90%، وهذا يُفقد المستشفيات القدرة على ضمان بيئة صحية ويزيد من تفشي الأوبئة."

واتهم الدكتور أبو سلمية سلطات الاحتلال باستخدام الوقود كـأداة للابتزاز والضغط، من خلال إدخاله بشكل محدود جدًا لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.

"الموت يتجول في ممرات المستشفيات"

من جهته، قال الدكتور مروان الحمص، مدير المستشفيات الميدانية في غزة: "القطاع الصحي يعيش ساعاته الأخيرة، والموت يتجول في الممرات. الإصابات تتزايد، الأمراض تنتشر، والنظام الصحي عاجز تمامًا."

وأشار إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي في غضون أيام قليلة إلى وفاة عشرات الأطفال الخدج داخل الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام أي إمكانية للتدخل الطبي. (İLKHA)